جرش وطاهر


أخر الأخبار

جرش وطاهر

01-08-2022 10:29 AM

JNCTV

عبدالهادي راجي المجالي اجبد


...ذهب طاهر المصري إلى جرش لحضور حفل الفنانة دلال أبو امنة هو والنائب خليل عطية ...وهنالك بكى على أغنية موطني , وستبقى هذه الدموع في ارشيف الرجل حتى النهاية ...ستبقى أيضا في أرشيف خليل عطية ...

دلال بنت فلسطينية قررت أن تترك مهنتها الأصلية وهي الطب (جراحة الأعصاب ) , وأن تقاتل بالوتر والأغنية , قررت أن تعيد إحياء التراث الفلسطيني ...لقد اكتشفت أن النضال بالأغنية يزعج اسرائيل كثيرا , وأن الصوت حين يعلو باللهجة الفلسطينية يرسخ الهوية أكثر ..

لا نقول لطاهر المصري كفكف دموعك .... بل نقول له اذرفها كيفما شئت , لأن العشق هو السر الذي لايبوح به العاشق ..إلا فلسطين فيجب أن تفصح عن حبها سواء بالدمع أو الدم ...هي الوحيدة التي يكون عشقها علنيا , من دون خجل أو تردد ..

لقد جعلني المشهد فرحا , ليس لأن رئيس وزراء سابق لوح بيديه على المسرح لأجل فلسطين ..بل لأن الغناء حين يكون عن الهوية , وعن زيتون فلسطين وعن دم الشهداء ..حتى المسرح يطرب والحجارة تهتز , وحتى الشيب الذي نبت على رأس طاهر ...يستعيد نابلس وهواها , ويحن لنسمتها السكرى كي تلعب به ...ويستعيد أيضا جيلا نسي في لحظة أن هدفنا في الحياة هو القتال لأجل وطن وقضية ومصير ..

مشهد البارحة كان ابلغ من كل المحاضرات التي ألقاها طاهر المصري في حياته , كان ابلغ من كل المناصب التي تسلمها , كان ابلغ من زيارات الأصدقاء وهمسات الليل ..وذاك العشاء المتأخر ..كان ابلغ من لغة بعض الانتهازيين الذي ركبوا السياسة للحصول على مغانم ومكاسب البنوك ..كان ابلغ من كل الذين صاغوا رواياتهم على لسان الرجل , وابلغ من كل الذين سحبوه لزوايا بعيدة غير الفضاءات التي اختارها لنفسه ...مشهد البارحة كان ابلغ من زيت تعتق في الجرار ألف عام , وكان ابلغ من صبية ...انكرت الحب وكانت العيون تفضح ذوبان القلب ...

كان ابلغ من كل ذلك , لأن ال (80) عاما من العمر الرجل اهتزت تماما , وكلها توجهت لفلسطين ...ولأن اللسان صمت والدمع هومن تولى النطق , ولأن اليد التي تعبت من العمر عاد الدم يسري فيها متدفقا ..ولو لم تكن زيتونة معتقة من فلسطين هي التي تغني , لما حدث ذلك كله ..

هذا هو طاهر الذين نريد , من دون (مايك) وحوار , من دون صحافة تكتب وأخرى تشكك , ومن دون جدل ...ومن دون زوار الليل الذين يأتون على غفلة من الوقت , وينقلبون لمعارضة بعد أن أعطاهم الوطن كل شيء ..ومنحهم هم والأنسباء والخلان والمحاسيب افخر عطور باريس واجمل ربطات لندن ...على الأقل كان مع خليل عطيه وخليل تعود أن يزور الناس في وضح النهار , ويحب البلد وأهلها ويحب فلسطين وترابها ...دون أن يحسب حسابات المكاسب , لأن العاشق يستمتع بالخسارات أكثر ...

شكرا دولة أبو نشأت على موقفك البارحة , شكرا لأنك وضعت المهرجانات على طريق الهوية ..وشكرا لأن فلسطين حين تحضر حتى بالوتر يحضر معها القلب والدمع والدم , وشكرا لأنك العفوي في زمن التكلف ..وشكرا لأن الشيب لايكذب , ولأن القلب يحترف الصدق ...

شكرا .

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع JNCTV بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع JNCTV علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :

تواصل معنا





تصويت

لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج