البيان الأردني - السعودي نواة لتكاتف عربي - إسلامي


أخر الأخبار

لمحة عن البرنامج

JNCTV

إيمان النجار
أجمع خبراء بالشأن الفلسطيني في أحاديث لـ «الرأي» على اهمية البيان المشترك الذي صدر عقب مباحثات جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية، مع ضرورة انطلاق جهد دولي جدي وفاعل لإيجاد أفق سياسي حقيقي لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، والذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وبينوا ان تأكيد السعودية بأهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس رسالة واضحة قبل حضور الرئيس الامريكي جو بايدن للمنطقة، ويعني ان الملف الفلسطيني سيكون حاضرا في القمة بذات الصيغة التي طالما اوضحتها الدبلوماسية الاردنية في جميع المحافل الدولية.

وشدد منسق الحملة الدولية للدفاع عن القدس الدكتور جودت مناع، على ان زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للاردن ولقاءه بالملك عبدالله الثاني وولي عهده سمو الأمير الحسين، تشكل منعطفا يستبق زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والتي تأتي في أوج الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك على يد مستوطنين متطرفين بمساندة وحماية جيش الاحتلال الاسرائيلي.

واوضح مناع ان البيان الختامي عزز الوصاية الهاشمية والتأكيد على ضرورة احترام سلطة الاحتلال للوضع التاريخي والقانوني في القدس باعتبارها عاصمة للدولة الفلسطينية وهو ما تحاول سلطات الاحتلال تغييره من خلال مخططات التهويد الاستيطانية وإحداث انقلاب في الوضع الديموغرافي في مدينة القدس واكنافها لفرض سيطرة بأغلبية يهودية على المدينة.

وأضاف:إنه يفهم من تطرق البيان للمبادرة العربية ومدينة القدس وضرورة انطلاق جهد دولي جدي وفاعل لإيجاد أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية، أن الزعيمين أرادا بذلك وضع مبادئ أساسية على طاولة القمة المرتقبة التي سيحضرها الرئيس بايدن في الرياض منتصف تموز المقبل ويحضرها زعماء من المنطقة، كما يظهر البيان توافقا بين البلدين على المستويين السياسي والأمني.

وقال: مع تجديد الملك عبدالله وولي العهد السعودي على الخطوط العريضة الحمراء للقضية الفلسطينية، فإن الوضع السياسي والأمني يبقى رهنا بتبدل مواقف سلطة الاحتلال التي تواجه أزمة داخلية حول المراكز القيادية، وهذه الأزمة تشكل ورقة للقمة المرتقبة للضغط على بايدن وحضه على دعوة سلطات الاحتلال على وقف جرائمها والحد من اعتداءات ذراعها شبه العسكري في المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة ووقف اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك والاعتداءات على المقدسات المسيحية، وقد تك?ن فرصة لطرح مبادرة سياسية تنهي الجمود الذي يكتنف العملية السياسية في فلسطين المحتلة.

وأكد انه لا بد من تشبيك حلقة اللقاء الأردني السعودي بحلقات عربية أخرى لمنع جعل تطبيع العلاقات العربية بالمستعمرة الإسرائيلية أولوية قد تهيمن خلال زيارة بايدن إلى المنطقة وتجاهل انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعصبها الاستيطاني بالعدوان المستمر ضد الشعب الفلسطيني.

من جانبه، رأى رئيس ملتقى المثقفين المقدسي الدكتور طلال ابو عفيفة، ان تأكيد السعودية على اهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بعد إقرار بايدن بذلك خلال زيارة الملك عبد الله الثاني الى الولايات المتحدة مؤخرا، هي صفعة لمحاولات اسرائيل السابقة والحالية لإضعاف هذه الوصاية.

وشدد ابو عفيفة، على ان الفلسطينيين مع اي جهد عربي لدعم القضية الفلسطينية وإجبار إسرائيل على الخضوع للشرعية الدولية وتحقيق الحقوق الفلسطينية بقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية، وفي ذات الوقت وقف الاستيطان وسياسة القتل اليومية ضد الفلسطينيين ووقف الاعتداءات اليومية على المسجد الأقصى من قبل قطعان المستوطنين وتدنيسه ومحاولات تقسيمه زمانيا ومكانيا.

ومن جانبه، اكد أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان، ان الموقف الأردني الثابت يبرهن للقاصي والداني أن القضية الفلسطينية لا تزال وستبقى الملف المركزي الحيوي في السياسة والدبلوماسية الأردنية، فهي حاضرة في جميع اللقاءات والقمم الاردنية مع الدول الشقيقة والصديقة.

واوضح ان هناك توافقا اردنيا سعوديا دائما في مسألة التضامن والتكاتف العربي والانساني خصوصا ما يتصل بالقضية الفلسطينية، كما حصل في قمة جامعة الدول العربية المنعقدة عام 2018م في الظهران تحت عنوان قمة القدس، حيث نص القرار الرابع عشر لها على الاشادة بدور جلالة الملك عبد الله الثاني والوصاية الهاشمية في حماية ورعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وكذلك الأمر في الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر القمة الاسلامي المنعقدة في مكة المكرمة عام 2019م، والتي حملت عنوان (قمة مكة يداً بيد نحو المستقبل)، حيث جاء في البند الثالث عشر من البيان الختامي الاشادة بجهود الاردن ودور جلالة الملك عبد الله الثاني الوصي على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس في الدفاع وحماية وصون م?ينة القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية، بما في ذلك التأكيد على حق ادارة اوقاف القدس وشؤون المسجد الاقصى المبارك الاردنية باعتبارها الجهة القانونية الحصرية الوحيدة المسؤولة عن الحرم القدسي وصيانته والحفاظ عليه، وقد ساندت السعودية ودعمت الموقف الاردني في جميع المحافل الدولية بما فيها منظمة اليونسكو التي اكدت على الدور الاردني في ادارة الاوقاف في القدس ورعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية.

وبين كنعان ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أهمية قمة عمّان الثنائية بين جلالة الملك عبدالله الثاني وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في بلورة موقف عربي موحد يشكل نواة لتكاتف عربي واسلامي مطلوب، فاعادة التأكيد على الوصاية الهاشمية يأتي من الوعي العربي والدولي على اهميتها في البعد الاستراتيجي لتحقيق مسألة الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في القدس والحفاظ على الهوية الحضارية العربية في المدينة المقدسة التي تتعرض لمسلسل تهويدي ممنهج يجري بشكل يومي.

واوضح كنعان ان العلاقة الروحية بين مكة المكرمة ومدينة القدس، حاضرة بقوة في ذهن الدبلوماسية الاردنية والسعودية والتي سعت لتجسيدها من خلال تأكيد الوصاية الهاشمية باعتبارها امتدادا تاريخيا ودينيا لمكانة القدس ومقدساتها عند الملايين من المسلمين والمسيحيين في العالم، وبالتالي فان القمة قدمت نموذجا للتعاون العربي في الدفاع عن الامة ومقدساتها وثرواتها أمام التحديات بما فيها الخطر الصهيوني.

وكان البيان الذي صدر عقب لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني بولي العهد السعودي محمد بن سلمان شدد على ضرورة وقف إسرائيل جميع الإجراءات اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام العادل، مؤكدا ضرورة احترام إسرائيل للوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

كما اكد ضرورة احترام دور دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية بصفتها الجهة الوحيدة المخولة بإدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وان السعودية تؤكد أهمية دور الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس في حماية المقدسات والحفاظ على هويتها العربية الإسلامية والمسيحية.


شاهد ايضا